الوقفي ة الغساني ة وثيقة من األرشيف اليمني في العهد الرسولي

Transcription

1 الوقفي ة الغساني ة وثيقة من األرشيف اليمني في العهد الرسولي ه/ م

2

3

4

5 الوقفي ة الغساني ة وثيقة من األرشيف اليمني في العهد الرسولي ه/ م ( ) محمد عبد الحميد سعيد كلية العلوم االنسانية واالجتماعية بتونس بحث قد م في الملتقى الدولي السادس "الكتابة التاريخية في العالم العربي اإلسالمي الوسيط: من الخبر والر واية إلى الن ص والوثيقة " المنعقد من طرف مخبر العالم العربي اإلسالمي الوسيط بنزل الديبلوماسي بتونس) 28 و 21 و 03 أفريل 2393( عنوان المداخلة: الوقفي ة الغساني ة وثيقة من األرشيف اليمني في العهد الرسولي ه/ م" منشورات مخبر العالم العربي الوسيط كلي ة العلوم اإلنساني ة واالجتماعية بتونس تونس 2399 م ص من كل اشتهر سالطين بني رسول "بضبطهم لبالدهم ومن فيها واحترازهم على طرقها بر ا وبحرا جهة" 2 حسب عبارة الموسوعي ابن فضل هللا العمري. ( ) هذا الضبط تطل ب عددا كبيرا من كت اب الدواوين الذين تركوا أسماءهم في كتب التراجم كما تطل ب استعمال وثائق مكتوبة متنو عة األصناف كتبت من أجل تأمين الحقوق أو من أجل ضمان السير العادي لشؤون الدواوين الرسولي ة. ورغم البعد الزمني للعصر الرسولي فقد بقيت مجموعات من وثائقه المنشورة أو المخطوطة والتي نعرف منها عد ة دفاتر ديواني ة تضم وثائق متنو عة أشهرها الدفتر المظفري الذي حق قه الباحث اليمني محمد جازم والمنشور في مجلدين تحت عنوان " نور المعارف في نظم وقوانين وأعراف اليمن في العهد المظف ري الوارف" 3 ( ) وكذلك الدفتر المؤدي الذي حق قه نفس الباحث - حول تاريخ الدولة الرسولي ة أنظر: أبو الحسن علي بن الحسن الخزرجي العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية عني بتصحيحه محمد بن علي األكوع الحوالي صنعاء مركز الدراسات والبحوث اليمني بيروت دار اآلداب 9130 ه/ 9180 م ج 2-9. مجهول تاريخ الدولة الرسولي ة في اليمن تحقيق عبد هللا محمد الحبشي دمشق مطبعة الكتاب العربي صنعاء دار الجيل 9135 ه/ 1984 م. عبد الرحمان بن الديبع قر ة العيون بأخبار اليمن الميمون تحقيق محمد األكوع الحوالي بيروت 9131 ه/ 1988 م ص محم د عبد العال أحمد بنو رسول وبنو طاهر وعالقات اليمن الخارجي ة في عهدهما ) ه/ م( اإلسكندري ة الهيئة المصرية العامة لكتاب محمد سعيد الحياة االقتصادية في اليمن في عهد بني رسول بحث لنيل شهادة الدكتوراه إشراف األستاذة منيرة شابتو الرمادي تونس شهاب الدين أحمد بن فضل هللا العمري مسالك األبصار في ممالك األمصار تحقيق حمزة أحمد عب اس المجمع الثقافي أبو ظبي 9120 ه/ 2332 م ج 1 ص محم د عبد الرحيم جازم نور المعارف في نظم وقوانين وأعراف اليمن في العهد المظف ري الوارف المعهد الفرنسي لآلثار والعلوم االجتماعية ج 9 صنعاء 2330 ج 2 صنعاء المقصود بالعهد المظفري فترة حكم السلطان المظفر شمس الدين يوسف بن عمر ما بين سنتي ) ه / م(. أنظر: أبو عبد هللا بهاء الدين محمد الجندي السلوك في طبقات العلماء 1

6 ونشره تحت عنوان "ارتفاع الدولة المؤيدي ة: جباية بالد اليمن في عهد السلطان الملك المؤيد داود بن يوسف الرسولي" ( ) هذا باإلضافة إلى الدفتر األفضلي ( ) وكتاب "ملخص الفطن". وإلى جانب هذه الوثائق الديواني ة المذكورة المتمي زة بتنو ع المضامين وصلتنا حجج لبعض األوقاف الرسولي ة ومن أشهرها دفتر تعود أغلب وثائقه إلى الفترة الرسولي ة المذكورة ويجمع ما بينها موضوع واحد وهو الوقف بقسميه البري واألهلي. هذا الدفتر اشتهر في األوساط العلمي ة ولدى الدوائر اإلداري ة في اليمن باسم "الوقفي ة الغساني ة" فما هي محتويات هذه "الوقفي ة" وكيف وصلت إلينا رغم مرور عد ة قرون على أقدم وثائقها وإلى أي مدى يمكن أن نثق في محتوياتها شكال ومضمونا باعتبار أن النسخة المعتمدة حديثة العهد وال تحمل أختاما ما هي "الوقفي ة الغساني ة" "الوقفي ة الغساني ة" هي دفتر يحتوي على مائة وسبع وسبعين صفحة مكتوبة بخط اليد على ورق عادي وتعود إلى شهر ذي القعدة من سنة 9051 ه/ 9113 م 7 وهي منسوخة عن ( ) 8 مسودتين أقدم منها حسب ما ذكره الناسخ. ( ) أم ا محتواها فهو مجموعة من نسخ "البصائر" أو الحجج الشرعي ة ذات العالقة باألوقاف اليمني ة في مدينة تعز التي كانت عاصمة الدولة الرسولي ة والتي تعود أليامها أغلب الوثائق المذكورة. أم ا عبارة "الوقفي ة الغساني ة" التي تعرف بها هذه الوثائق فهي عبارة شائعة في األوساط اإلداري ة والعلمي ة في اليمن ذلك أن إدارة األوقاف في مدينة تعز تستعمل هذه العبارة لتسمية هذا الدفتر كما أن المرحوم الباحث إسماعيل األكوع يستعمل نفس العبارة عند الحديث عن هذه والملوك تحقيق محمد بن علي األكوع الحوالي ج 2 دار التنوير للطباعة والنشر بيروت 9131 ه/ 9181 م ص الخزرجي العقود ج 9 ص محمد عبد الرحيم جازم )تحقيق( ارتفاع الدولة المؤيدي ة: جباية بالد اليمن في عهد السلطان الملك المؤيد داود بن يوسف الرسولي المتوفى سنة 129 ه/ 9192 م المعهد الفرنسي لآلثار والعلوم االجتماعية بصنعاء المعهد األلماني لآلثار بصنعاء صنعاء الدولة المؤيدي ة نسبة للسلطان المؤيد هزبر الد ين داود بن يوسف الذي حكم ما بين سنتي ( ه / م(. أنظر: الجندي السلوك ج 2 ص الخزرجي العقود ج 9 ص نسبة للسلطان األفضل ضرغام الد ين عب اس بن علي الذي حكم ما بين سنتي ( ه / م(. أنظر: الخزرجي العقود ج 2 ص عبد العال أحمد بنو رسول و بنو طاهر ص Daniel Martin Varisco, The Manuscript of al-malik al-afdal: al-'abbâs b. 'Alî b. Dâwud b. Yûsuf b. 'Umar b. 'Alî Ibn Rasûl (d. 778/1377): A Medieval Arabic Anthology from the Yemen. (Editor, with G. R. Smith), London: Gibb Memorial Trust, هذا الكتاب هو "دليل" لكت اب الدواوين ولكن ه يضم عد ة وثائق ديواني ة جبائية رسولي ة أنظر: G. R. Smith, A Medieval Administrative and Fiscal Treatise from the Yemen: The Rasulid Mulakhkha.S Al-fi.Tan by Al-.Hasan B. 0Alai Al-.Husaynai, a Facsimile Edition of the Arabic Text Together with an Introduction and Annotated Translation, Oxford University Press (Journal of Semitic Studies Supplement 20), يثير تاريخ النسخ الوارد في آخر الوثيقة إشكالية سنعود إليها. 8 - يقول الناسخ بأنه نقل عن "المسودة المحتوية على األوقاف الغساني ة التي هذه صورتها والمسودة االخره )كذا(" الوقفي ة الغسانية ص 911.

7 9 المجموعة التي استعمل جزءا ال يستهان به منها في كتابه عن المدارس اليمني ة. ( ) كما وردت عبارة "األوقاف الغساني ة" في الدفتر ذاته في أكثر من موضع. ولئن كانت عبارة الوقف معروفة وتعني ما نعني به في بالد المغرب من عبارة "األحباس" فإن عبارة "وقفي ة" تطلق على وثيقة الوقف ذاتها والتي تسمى أيضا "بصيرة" أو "حج ة شرعي ة" ولكن ها في هذه الحالة تعني جملة "البصائر" أم ا صفة أو الحجج التي يضم ها الدفتر. "الغساني ة" التي توسم بها هذه "الوقفي ة" فهي تحيلنا على النسب الذي تبناه بنو رسول سالطين اليمن أصحاب األصول التركماني ة حين أشاعوا بين أهل اليمن أن هم من ذري ة جبلة بن األيهم الغساني اليمني 11 صاحب تبني ها من إنكار وتشكيك. ( ) 10 ( ) وقد بقيت هذه النسبة المتبناة شائعة بعد نهاية دولتهم رغم ما على أن الدفتر موضوع البحث ال يحتوي كما ذكرنا على وقفية أو بصيرة واحدة بل يحتوي عد ة بصائر إلى جانب وثائق أخرى على صلة باألوقاف وتتمث ل في أجل وقفها. عقود شراء ألراضي من وتعود أغلب وثائق الوقف أو وثائق الشراء من أجل الوقف إلى سالطين وأميرات األسرة الرسولي ة في فترة حكمها لليمن ما بين سنتي ه/ م في حين تعود وثيقة واحدة ألواخر العهد الطاهري وهي وثيقة وقف لشخص يدعى جمال الدين محمد 12 المصري. ( ) أم ا بقي ة الوثائق فتتوزع بين الفترة العثماني ة األولى الممتد ة في تعز ما بين سنتي ه/ م 9006 ه/ م. 13 والفترة القاسمي ة الممتد ة ما بين سنتي وإلى هذه الفترة األخيرة تنتمي أحدث وثيقة وقف وهي بصيرة لشخص يدعى هاشم بن محمد الحسيني وتعود إلى أواخر شهر ذي القعدة من سنة 9383 ه/ أفريل 9613 م وهي عبارة عن بصيرة وقف لمجموعة من العقارات التي خص ص ريعها كمنح تصرف لقراء القرآن على عدد من أقارب الواقف وعلى النبي )ص( وأهل الكساء ثم على قبر - إسماعيل بن علي األكوع المدارس اإلسالمي ة في اليمن مكتبة الجيل الجديد صنعاء مؤسسة الرسالة بيروت 9186/ أنظر السلطان األشرف عمر الرسولي طرفة األصحاب في معرفة األنساب تحقيق سترستين بيروت دار صادر 9492 ه/ 1992 م أنظر بحثنا بعنوان: "هاجس التيم ن والشرافة في سلسلة نسب األسرة الرسولي ة من خالل العقود اللؤلؤي ة للخزرجي" أشغال الملتقى الدولي الثالث حول "النسب والشرف في العالم العربي اإلسالمي والبلدان المتوسطي ة" تونس ديسمبر 2004 إشراف راضي دغفوس المجل ة التونسي ة للعلوم االجتماعي ة تونس 2001 ص ورث بنو طاهر سالطين بني رسول منذ سنة 858 ه/ 9151 م إلى سنة أنظر ابن الديبع قر ة العيون ص محمد أحمد مقبل الفيصلي تاريخ الدولة الطاهرية 858 ه ه صنعاء الهيئة العامة للكتاب سيطر العثمانيون على اليمن ما بين ه/ م. سيد مصطفى سالم الفتح العثماني األول لليمن ) ( الطبعة الثالثة مطبعة الجبالوي القاهرة 9118 م. فاروق عثمان أباظة الحكم العثماني في اليمن الهيئة المصري ة العامة للكتاب القاهرة 9186 ص حول تاريخ الدولة القاسمية في اليمن أنظر: محمود علي محسن السالمي محاوالت توحيد اليمن بعد خروج العثمانيين ه / م دار الثقافة العربية الشارقة 2339 م. أنظر أيضا: Paul Dresch, Tribes, Government, and History in Yemen, Oxford University Press, 1994,

8 15 الواقف بعد وفاته. ( ) كما تشير نفس الوثيقة إلى أن صاحب الوقف يأمر أيضا بوقف كتبه على الفقهاء في الجامع المظفري 16 وكتب الحديث على رباط أحمد السندي 17 ( ) ووقف أراضي 18 تقوم بكفايتها. ( ) أم ا أقدم وثيقة ضم ها الدفتر فهي الرسولي المظفر يوسف ثاني وتعود الوثيقة إلى سنة "صورة بصيرة شراء" ألرض زراعية باسم السلطان سالطين بني رسول من أجل وقفها على مدرسة لهذا السلطان ه/ 9289 م. ( ) ويمكن فهم هذه التواريخ والعهود المذكورة بالعودة إلى الجدول التالي والذي يوض ح لنا مختلف العصور التي مر بها اليمن عامة ومدينة تعز خاصة كما يبي ن عدد الوثائق بالنسبة للفترات المذكورة مع العلم بأن نا لم نقتصر على جدولة الوقفيات فحسب بل تعديناها إلى غيرها من الوثائق التي ضم ها الدفتر بما في ذلك تعقيب الناسخ وذكره ألمر النسخ. ولمزيد من التوضيح نورد بعد الجدول الزمني التقديم المادي للدفتر أو "الوقفية الغساني ة". تصنيف محتويات "الوقفية الغساني ة" حسب العصور عدد الوثائق الفترة الزمني ة )في تعز( ه/ م ه/ م ه/ م ه/ م ه/ م الدولة الحاكمة في تعز الدولة الرسولية الدولة الطاهري ة سيطرة المماليك )مصر( اإلمام المتوكل على هللا شرف الدين بن شمس الدين ) ه/ م( الفترة العثمانية األولى - أهل الكساء هم أهل بيت النبي )ص( الذين جمعهم إلى جانبه تحت كساء يمني واحد وقرأ: )إ ن م ا ي ر يد هللا ل ي ذ ه ب ع ن ك م الر ج س أ ه ل ال ب ي ت و ي ط ه ر ك م ت ط ه يرا( سورة األحزاب اآلية 00. وقد اختلف المسلمون بين من يقصر أهل الكساء على اإلمام علي وولديه الحسن والحسين وأمهما فاطمة وبين من يضيف إليهم عائشة يعود الجامع المظفري إلى السلطان المظفر شمس الدين يوسف بن رسول الذي حكم اليمن ما بين سنتي ) ه / م( رباط أحمد السندي من مآثر الوالي مراد باشا الذي ولي اليمن سنة 181 ه/ 9516 م خلفا للوالي بهرام باشا. أنظر عبد الصمد بن إسماعيل الموزعي اإلحسان في دخول مملكة اليمن تحت ظل عدالة آل عثمان دار التنوير للطباعة والنشر بيروت 9131 ه/ 9186 م ص الوقفية الغساني ة ص يحتوي الدفتر على وثيقتي شراء لنفس السلطان وبنفس التاريخ. الوقفية الغساني ة ص ص

9 2 3 2 الدولة القاسمي ة الفترة العثمانية الثانية الدولة المتوكلي ة ه/ م ) ه/ م( ه / م التقديم المادي "للوقفي ة الغساني ة" تتكو ن "الوقفي ة الغساني ة" كما ذكرنا من مائة وسبع وسبعين صفحة مكتوبة بخط اليد على ورق عادي ويتراوح عدد األسطر في أغلب الصفحات التامة فيها ما بين 24 و 26 وقد يتجاوز أحيانا هذا العدد. على أن الناسخ عادة ما يجمع بين أجزاء من وثيقتين في نفس الصفحة حيث يعمد إلى استعمال ما تبقى منها عند نهاية الوثيقة األولى للشروع في الوثيقة الموالية وذلك بداية من الصفحة 14 حين ينتهي من "بصيرة وقف جامع ثعبات" المدرسة األفضلية" ويصبح هذا األمر مألوفا بداية من الصفحة األخيرة ويشرع في نسخ "بصيرة شراء أراضي" الجدول العام لمحتوى الوقفية الغسانية ويشرع في "بصيرة حين ينهي نسخ هذه باسم السلطان المظفر يوسف الرسولي. العدد الرتبي الصفحات نوعي ة الوثيقة وتاريخها صاحب الوقف مالحظات بصيرة المدرسة األشرفي ة ) 830 ه/ 9133 م( السلطان األشرف إسماعيل الرسولي ) ه/ م( مبتورة في أولها وفي آخرها بصيرة المدرسة الظاهري ة شرقي مدينة تعز )802 ه/ 9128 م( السلطان الظ اهر يحيى الرسولي 809( ه/ م( وقفي ة تامة األجزاء بصيرة المدرسة المعتبية قرب المدرسة األشرفية )أواخر القرن الثامن للهجرة( جهة الطواشي جمال الدين معتب األشرفي )ت 116 ه / 9010 م( زوجة السلطان مبتورة في أولها ثعبات هي مدينة أميري ة تقع في ضواحي تعز سكنها المظفر ثاني سالطين بني رسول ثم اتخذها السلطان المؤيد داود مقر ا له حينما عاد إليه األمر سنة 616 ه/ 9211 م وأنشأ فيها قصره المسمى بقصر المعقلي أم ا ولده المجاهد فسو رها وشي د جامعها المذكور. محمد عبد الحميد سعيد "مدينة تعز خالل العهد الرسولي) ه/ م( أشغال الملتقى الدولي الثالث حول "القبيلة- المدينة- المجال في العالم العربي اإلسالمي" تونس أفريل 2001 إشراف راضي دغفوس ك.ع.إ.إ.ت تونس 2001 ص Smith, G. R., "The Yemenite Settlement of Tha'bât: historical, numismatic, and epigraphic notes," Arabian Studies 1 (1974), أم ا المدرسة األفضلي ة أو العباسي ة بتعز فتنسب للسلطان األفضل عباس بن المجاهد علي وحكم ما بين سنتي ه / م. 20

10 األشرف إسماعيل الرسولي بصيرة المدرسة الجوهري ة في مغربة تعز ) 891 ه/ 9191 م( صفي الدين جوهر بن عبد هللا الدويدار متولي حصن تعز ( من أمراء دولة السلطان الناصر أحمد الرسولي تامة "تقرير" عن األمر الصادر عن الوالي العثماني محمود باشا بالتفتيش عن وقف تعز وضبطه ومعرفة متحص له وعمل "دفتر شريف" يجمع البصائر )أواخر شهر ربيع األول 113 ه/ نوفمبر 9562 م( ورد في "ظهر" بصيرة المدرسة الجوهري ة بصيرة المدرسة المؤيدي ة أو مدرسة سالمة ) 161 ه/ م.( جهة الطواشي جمال الدين مرشد المجاهدي سالمة ابنة السلطان المجاهد علي الرسولي )في أول دولة أخيها األفضل( تامة بصيرة وقف جامع ثعبات ) 105 ه/ 9005 م( السلطان المجاهد علي الرسولي ) ه/ م ) مبتورة في أولها بصيرة المدرسة األفضلية للسلطان األفضل عباس الرسولي ) ه / م( وردت بها جملة واحدة: "بسم هللا الرحمان الرحيم وبه نستعين هذه نظير لبصيرة الوقفي ة حق المدرسة األفضلية إال أن أولها الذي فيه العالمات والترجمة قد ذهب". نرج ح أن ها تابعة لبصيرة المدرسة العباسية بنجد راحة الشريف ص من الوقفية. توكيل من السلطان المؤيد داود وبقية ورثة األميرة زينب )أختاها وأمها( بنت أسد الدين 21 محمد بن الحسن بن علي بن رسول ( ) لوكيل قصد التصر ف بالوقف والصدقة في تركتها مبتورة في أولها وفي آخرها نرجح أن هذه البصيرة المبتورة هي مقد مة البصيرة صفحة بصيرة المدرسة العباسية بنجد راحة الشريف ) 161 ه/ 9066 م( األفضل عباس بن علي الرسولي ) ه / م( مبتورة في أولها 8 مكرر بصيرة شراء أراضي في بالد خدير بجهة تعز ووقفها على مدرسة للسلطان )611 ه/ 9289 م( السلطان المظفر يوسف الرسولي ( ه / م( تامة بصيرة شراء أراضي للملك المظفر. 611 ه / 9289 م السلطان المظفر يوسف الرسولي تامة هي إحدى زوجات الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول وقد عرفت بدار األسد نسبة إلى والدها األمير أسد الدين محمد بن الحسن بن علي بن رسول. أنشأت هذه األميرة مدرسة دار األسد في حي المغربة بمدينة تعز. توفيت األميرة زينب سنة 131 ه/ 9216 م وقد ورد في البصيرة اسم والدها "الحسين" وهو خطاء من الناسخ. تركت هذه األميرة من الورثة حسب البصيرة أختان وأم وزوج وهو السلطان المؤيد ) ه / م(. 21

11 بصيرة شراء أراضي إليقافها على مسجد الدرجة )681 ه/ 9213 م( مريم بنت عفيف الدين عبد 22 هللا بن إبراهيم ( ) تامة بصيرة شراء أراضي لوقفها على ساقية العصيفري ( مدرسته في مغربة تعز ) 891 ه/ 9191 م( صفي الدين جوهر بن عبد 23 هللا الدويدار ( ) تامة بصيرة وقف أراضي على تكي ة حسين بابا سنة ) 9330 ه / 9511 م( بدر الدين حسن بابا الناظر على تكي ة الشيخ حسين بابا 24 تامة بصيرة وقف على ضريحي الجبرتي وابن علوان ( 6 ربيع األول 129 ه/ 23 أفريل م( ( ) جمال الدين محمد المصري تامة بصيرة وقفي ة سمسرة العطب )189 ه/ 9511 م( فندق يحتوي على ستين دكانا في حافة الدور بجوار الباب الكبير بتعز علي بيك العثماني أمير لواء 26 مدينة تعز ( ) وثيقة كاملة بصيرة وقف ذ ر ي على الظافر هاشم بن المجاهد مد ة حياته ث م على من يقرأ القرآن في تربته بعد وفاته. )غير مؤرخة( والدته زوجة السلطان المجاهد علي الرسولي المتوفى سنة 161 ه/ 9060 م ذهب أول البصيرة وثيقة مباركة منقولة عن "البصائر الغساني ة" نسخت في شهر شوال من سنة 9921 ه/ جويلية 9191 م عن نسخة كتبت في شهر جمادى األولى 9219 ه/ جويلية 9192 م. )"أسامي" أراضي الوقف من البصائر المحررة المحفوظة في السجالت. "األشرفية والظاهرية والفرحانية واألفضلية والمعتبية وجامع ثعبات"( وثيقة غير كاملة بصيرة وقف هاشم بن محمد الحسيني ذي القعدة سنة 9383 ه/ مارس 9613 م أراضي وكتب على قراء القرآن على مجموعة من أقاربه وعلى النبي وأهل الكساء ثم هي مريم بنت شمس الدين بن العفيف زوجة السلطان المظفر يوسف تنسب لها مدرسة في تعز وأخرى في زبيد توفيت سنة 190 ه/ 9090 م ودفنت في مدرستها في ذي ع قيب من أمراء بني رسول عي نه السلطان الظاهر يحي سنة 808 ه/ 9101 م مشرفا على حصن الدملؤة الذي كان يضم خزائن بني رسول. مجهول تاريخ الدولة الرسولي ة ص ورد في نسخة الم ح اق ر ي أن الواقف هو الشيخ العارف باهلل حسين بابا وهذا خطأ من الناسخ وسنشير إلى ذلك في محل ه من البحث هو وقف متنوع األغراض واألصول: أراضي ومنابع ماء على قراء القرآن على ضريحي الجبرتي وابن علوان واألول هو الشيخ شهاب الدين أحمد الجبرتي توفي سنة 868 ه/ 9161 م. أنظر عبد الوه اب بن عبد الر حمان البريهي الس كسكي اليمني طبقات صلحاء اليمن المعروف باسم تاريخ البريهي تحقيق عبد هللا محمد الحبشي صنعاء مكتبة اإلرشاد 9111 ص والثاني هو أبو العباس أحمد بن علوان صاحب يفرس المتوفى سنة 665 ه/ 9261 م أنظر أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي طبقات الخواص أهل الصدق واإلخالص تحقيق عبد هللا محمد الحبشي صنعاء الدار اليمني ة للنشر والتوزيع بيروت دار المناهل للنشر والتوزيع 9186 ص عبد الكريم قاسم سعيد "أحمد بن علوان" الموسوعة اليمني ة صنعاء مؤسسة العفيف الثقافي ة بيروت مركز دراسات الوحدة العربي ة 9120 ه/ 2330 م مجلد 0 ص حول هذا األمير أنظر الموزعي اإلحسان ص

12 على قبره بعد وفاته ووقف كتبه على الفقهاء والمحدثين. بصيرة وقف على رباط صفي الدين أحمد بن إسماعيل السندي الحسني وعلى شخصه )جمادى الثاني 9309 ه/ أفريل 9622 م( سيدة الفواطم بنت القاضي 27 محمد بن الشرف ( ) "تامة عن سجل أصلها" بصيرة وقف أراضي على منشآت مائي ة داخل وخارج تعز )القرن الحادي عشر للهجرة( 28 الشيخ جمال الدين بن عبد الرحمان غير تامة وقف ذرية على أمراء وأميرات من بني الحسن بن علي بن 29 رسول ) 131 ه / 9093 م( ( ) األسرة الرسولية نسخت متداخلة مع بصيرة وقف الشيخ جمال الدين في نفس الصفحة مكرر وقف على ثالثة وعشرين من عتقاء األميرة مريم وعلى امرأة حر ة ما داموا أحياء ثم ينقلب الوقف إلى "مدرستها بحافة الحميراء بمغربة تعز") 131 ه 30 / 9035 م( ( ) مريم بنت الشيخ فخر الدين عبد هللا بن إبراهيم زوجة السلطان المظفر يوسف الرسولي وثيقة كاملة وقف المدرسة الياقوتي ة بذي سفال )قبل 813 ه/ 9106 م( جهة الطواشي جمال الدين ياقوت الظاهري زوج الملك الظاهر )ت بعد 813 ه/ م( ( ) وقفية تامة مع ملحق وقف أراضي على نفس المدرسة الجهة المذكورة أعاله الملحق المذكور أعاله وقفية على قبة وتكية الشيخ حسين بابا في الخضيرية بتعز )القرن العاشر للهجرة( الوالي محمود باشا. ينقصها ذكر الناظر والتاريخ والشهود وثيقة خاصة باألوقاف الغسانية في معشار حصن تعز في عزلة مشرعه من جبل صبر في معشار حصن تعز. أوقاف غسانية ال ندري على ماذا أو على من أوقفت. عليها هذه السي دة غير معروفة وقد جاء في البصيرة أن ها قد وقفت أوقافها على شخص الولي و"على الرباط الذي بناه مسجدا هلل تعالى في محل المدرسة المعروفة بصالحية المحرارة في حافة مدرسة علي بن طاهر بمدينة تعز". الوقفي ة الغسانية ص ورد في هذه البصيرة اسم القاضي إسماعيل بن عبد الصمد الموزعي وهو صاحب كتاب "اإلحسان وقد كان حيا إلى سنة 9309 ه / 9629 م هو وقف ذري ة على المذكورين ثم من بعدهم على من افتقر من بني الحسن. وإذا لم يكن فيهم محتاج كان لدار المضيف بتعز وقد كان ناظر هذا الوقف السلطان المؤي د داود الرسولي ) ه/ م( تعرف باسم "المدرسة الجديدة" و"مدرسة الحميراء" و"المدرسة السابقي ة" األكوع المدارس اإلسالمي ة ص ورد لدى األكوع "المدارس اإلسالمي ة" ص أن اسم صاحبة المدرسة "جهة الطواشي اختيار الدين ياقوت الظاهري" بدال من االسم الوارد في الوقفي ة في مناسبتين وقد بنت هذه األميرة ثالث مدارس أخرى تعرف كل منها بالياقوتي ة وذلك في كل من زبيد وحيس وعدن محمود باشا والي عثماني في اليمن تولى البالد منذ ربيع األول سنة 168 ه/ 9569 م خلفا مصطفى قرة شاهين وبقي فيه أكثر من أربع سنوات وقد ذكر له الموزعي مآثر عمرانية في تعز من ضمنها فتح باب موسى في سور مدينة تعز من جهة غربيها وبناء تكية الشيخ الفاضل حسين بابا في الخضيرية وابتنى القبة المنصوبة فوق قبره وأوقف عليها األوقاف. الموزعي اإلحسان ص

13 عالمة القاضي جعفر بن محمد وعلي بن أبي بكر الناشري المتوفى سنة 811 ه/ 9113 ه( وقفية السلطان المجاهد على أسرة بني العمراني ) 110 ه/ 9019 م( أراضي زراعية يبدو أنها في تعز تامة ذكر األمر بنسخ الوقفية في 91 شوال سنة 9051 ه/ 98 نوفمبر 9113 م فهرست من وضع الناسخ تحتوي "الوقفية الغساني ة" بمقتضى هذه الجدولة على تسعة وعشرين "وثيقة" متنو عة باعتبار "بصائر الشراء" و"بصائر الوقف" وباعتبار الملحقات التي توجد في ذيول بعض البصائر وكذلك مالحظة الناسخ المتعلقة بأمر النسخ والشروع فيه واالنتهاء منه وكذلك باعتبار الفهرست الموضوع من طرف الناسخ. وقد اقترحنا هذا العدد لترجيحنا أن العنوان والبسملة في الصفحة الرابعة والتسعين تتبعان الوثيقة الموجودة على الصفحات وكذلك لترجيحنا أن الصفحتين عدد 15 و 16 هما بداية الوثيقة الموجودة ما بين الصفحتين 910 و 952 ويتوز ع هذا العدد المقترح كما يلي: توزيع محتويات "الوقفي ة الغساني ة" نوعي ة الوثيقة العدد بصيرة توقيف بصيرة شراء الئحة بمجموعة من األراضي "الغسانية الرسولي ة" األمر بالنظر في األوقاف التعزي ة في العهد العثماني 113 ه / 9562 م األمر بنسخ الوقفية سنة 9051 ه/ 9113 م الفهرست الجملة يتضح لنا من خالل هذا الجدول أن غالبي ة محتويات "الوقفية الغساني ة" تتكو ن من عقود شرعي ة أي من بصائر منها ثماني عشرة بصيرة وقف وأربع بصائر شراء ألراضي من أجل وقفها على منشآت موقوفة كالمساجد أو األسبلة. ولئن كانت هذه الوثائق ذات أهمي ة بالغة لفهم

14 نظام الوقف في اليمن في العهد الوسيط فإن بقي ة المحتويات وخاصة منها "األوامر بتجديد الوقف" وكذلك المقدمات المضافة من قبل الناسخ تكتسي بدورها أهمي ة قصوى لفهم تاريخ الوثائق ذاتها فهي التي ستسمح لنا بمعرفة ظروف وطريقة وصول هذه البصائر إلى عصرنا الحاضر. كما تسمح لنا جدولة وثائق "الوقفية الغساني ة" حسب نوعي ة األوقاف بالتعر ف على طبيعة األوقاف حيث نجد الوقف األهلي والوقف العمومي أو الخيري وتسمح لنا الجدولة أيضا بمعرفة نوعي ة المنشآت الموقوفة والتي تتوز ع بين منشآت تعليمي ة وتعبدي ة كالمساجد والمدارس واألربطة وأخرى ذات بعد اجتماعي كاألسبلة أو تجاري اقتصادي كالسماسر مثلما يبرز في الجدول التالي: نوعية األوقاف الواردة في "الوقفية الغساني ة" 1 العدد نوعي ة الوقف مدارس مساجد أربطة أسبلة سمسرة )فندق/ وكالة( أوقاف على الذرية أو على األتباع )عتقاء علماء( أو مشتركة الجملة على الرغم من محدودي ة وثائق "الوقفية الغساني ة" من حيث العدد فإن ها توحي باألهمي ة الخاصة للمدارس في العهد الرسولي سواء تعل ق األمر بالعدد أو بحجم األوقاف المرصودة لهذه المنشآت التعليمي ة. فنحن نعرف أن هذا العهد شهد اهتماما خاصا بالمدارس من طرف األسرة الرسولي ة وأعوانها حيث شي دت خالله أكثر من مائة وعشرون مدرسة من ضمنها واحد - نشير إلى وجود وثيقتين خاصتين بالمدرسة الياقوتي ة. أنظر الجدول العام. 33

15 وعشرون مدرسة سلطاني ة وكان نصيب تعز العاصمة تسعة مدارس توجد بصائر بعضها في 34 "الوقفية الغساني ة". ( ) لم يخترع الرسوليون المؤسسة المدرسي ة الرسمي ة فهي قديمة في اليمن ولكن ها أصبحت ظاهرة وأداة سلطاني ة منذ العهد األيوبي الذي ورث ونشر أدوات الحكم السلجوقي في الشام ومصر واليمن ومن ضمنها نظام المدارس الديني ة الرسمي ة التي تبنيها السلطنة وترت ب شيوخها وطلبتها وتحد د عددهم وتضمن معاشهم بفضل نظام الوقف كما تحد د طبيعة العلوم 35 المدر سة. إن هذا الفهم الخاص لدور المدرسة كأداة سلطاني ة ولدور الوقف كأداة لخدمة المدرسة يتأك د من خالل بصائر الوقف التي تح دد العلوم والمذاهب والعقائد المدروسة في هذه المنشآت الخاضعة للسلطنة من خالل التمويل واإلشراف. 36 ومثلما كان العهد الرسولي عهد انتشار المدارس يبدو من "الوقفي ة الغساني ة" أن العهد العثماني في اليمن كان عهد التصو ف والمنشآت الصوفي ة حيث أن ثالثة بصائر من ست ة تعود إلى الفترة المذكورة هي بصائر أوقاف على المنشآت الخاصة "باألولياء الصالحين". 37 كما أن القراءة المتأني ة للبصائر توض ح لنا أن ما يقد م كأوقاف عامة خيري ة هو أيضا وسيلة من وسائل المحافظة على التراث المادي لألسرة التي تواصل اإلشراف على الوقف الخيري وعلى المصالح الموقفة عليه وتحد د نوعية وكم وأغراض المصاريف فقد حرصت األسر الحاكمة كغيرها من أصحاب األوقاف على المحافظة على وثائق الوقف التي تسمح لها بمواصلة اإلشراف على أوقافها حتى في حاالت حصول تغيرات سياسي ة مثلما حصل لبني رسول في حين حرصت القوى الحاكمة على االستفادة من األوقاف بطرق مختلفة ومن ضمنها االستيالء عليها في حاالت معي نة لذلك حرصت بدورها على معرفة أوضاع الوقف ومصير وثائقه وهذا ما يفس ر وصول عدد من الوقفيات إلى عصرنا وهذا ما سنحاول فهمه في القسم التالي من البحث. - إسماعيل األكوع المدارس اإلسالمي ة. عبد العزيز بن راشد السنيدي المدارس اليمني ة في عصر الدولة الرسولي ة ه/ م الرياض ناجي معروف علماء النظاميات ومدارس الشرق االسالمي بغداد 9110 ص 1-1. حسن شميساني مدارس دمشق في العصر األيوبي بيروت 9180 ص عفاف سيد محمد صبرة "المدارس في العصر األيوبي" وردت في: عبد العظيم رمضان تاريخ المدارس في مصر اإلسالمية القاهرة 9112 ص ساهمت المدارس في اليمن في نشر المذهب الشافعي والعقيدة األشعري ة في سنة 198 ه/ م استولت السلطات الطاهري ة على نصف متحصالت األوقاف لمواجهة النفقات المتزايدة. عبد الرحمن بن علي بن الديبع الشيباني الفضل المزيد على بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد )طبعة تشمل كتاب الفضل المزيد على بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد( تحقيق يوسف شلحد صنعاء مركز الدراسات والبحوث اليمني بيروت دار العودة 34

16 كيف وصلتنا وثائق "الوقفي ة الغساني ة" ذكرنا أن الوثائق الواردة في "الوقفي ة الغساني ة" ليست وثائق أصلي ة بل هي نسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى أو "صور" مثلما يسميها الناسخ للوقفي ة في صورتها الحالي ة المتوف رة في دائرة األوقاف في تعز والتي سنسميها "نسخة الم ح اق ر ي" نسبة لناسخها. التي "الصور" هذه نقلت منها الوقفية الحالي ة تحمل حسب الناسخ شهادات وعالمات القضاة الذين شهدوا على أن ها 38 مطابقة لألصل. ( ) في البداية نشير إلى أن "حج ة شرعي ة" "بصيرة الوقف" هي من نوع الوثائق التي وضعت لتدوم باعتبارها تحر ر من أجل ضمان حقوق أطراف كثيرة مستفيدة من الوقف فهي بالتالي مدعوة نظريا للبقاء ما بقي الوقف أي "إلى أن يرث هللا األرض ومن عليها وهو خير الوارثين" حسب التعبير الذي تحرص عليه البصائر. للوقف ذاته حيث وضع ليكون: " هذه الصفة هي التي يتصف بها العمر االفتراضي مؤبدا محر ما مت صل االبتداء واالنتهاء كل ما حدث عليه دهر جد ده أو مر عليه عصر شد ده صدقة ماضية ال يزيدها مرور الليالي واأليام إال تأكيدا ال ينقض حكمها وال يغي ر رسمها وال يحل عراها كر الشهور واأليام وال يوهي قواها مر السنين واألعوام فهي قائمة على أصولها ثابتة على شروطها ال يبد ل لها شرط وال يخلف في شيء منها عهدا أبدا ال تباع وال توهب وال تورث حتى يرث هللا األرض ومن عليها وهو خير 39 الوارثين". ( ) فإذا كانت صفة التأبيد هي الصفة األساسي ة للوقف فإن على ناظره والمستفيدين منه أن يحافظوا على ما يثبت صفته وحدوده وشروطه أي على بصيرة الوقف ذاتها. مع العلم بأن "الهيئة المشرفة" على شوؤن الوقف كانت على ما يظهر من الوقفي ة ذاتها تمتلك سجال بالوثائق المتعل قة بالوقف تعود إليه في حاالت الحاجة إلى ذلك وهو ما يضمن عمرا أطول لمثل هذه الوثائق. على أن البصيرة مهد دة بخصمين يتربصان بها أحدهما "صاحب السلطة أو الحيلة والفطنة والقدرة على التأويل" مثلما تسميه بصائر الوقف الرسولي وثانيهما الزمن ومرور األيام الذي يتسب ب في التلف المادي للبصيرة. ولئن خص صت أغلب البصائر التي تضمها "الوقفية الغسانية" فصال كامال يهد د ويتوع د كل من سو لت له نفسه من راع أو رعي ة أن يستعمل قو ته أو حيلته 9130 ه/ 9180 م ص 010. يحي بن الحسين بن القاسم غاية االماني في اخبار القطر اليماني تحقيق سعيد عاشور دار الكاتب العربي للطباعة والنشر القاهرة 9088 ه/ 9168 م ج 2 ص هذا األمر ال يتوف ر في "الوقفي ة" الحالية التي ال شيء يدل على سالمتها سوى مصدرها ثم اعتمادها من قبل الدوائر الرسمي ة الوقفية الغساني ة ص 65. أخذت الفقرة المذكورة من بصيرة "مدرسة جوهر" التي أنشأها األمير الطواشي أبو الدر جوهر عبد هللا المجاهدي مع العلم بأن عباراتها تترد د في مختلف البصائر المماثلة. حول هذه المدرسة انظر األكوع المدارس ص

17 40 لمخالفة محتوى البصيرة ( ) فإن مقاومة التلف المادي ال يمكن أن تتواصل إلى األبد لذلك كان على أصحاب البصائر أن يقوموا بتجديدها وذلك بإعادة نسخها مع الحرص على إثبات مطابقة النسخة لألصل بواسطة شهادة القضاة وبفضل هذه الطريقة وصلتنا هذه النسخة التي نقد مها من "الوقفية الغساني ة". هذه النسخة التي أطلقنا عليها اسم "نسخة الم ح اق ر ي" حديثة العهد كما ذكرنا سابقا حيث ورد في آخرها وقبل الفهرست الذي وضعه ناسخها ما يدل نا على سبب نسخها وتاريخ هذا النسخ. فقد جاء فيها أن األمر بنسخها يعود إلى السابع عشر من شهر شوال سنة للهجرة الموافق 9051 للثامن عشر من نوفمبر سنة 9113 للميالد وأن الذي قام بهذا العمل يدعى" محمد بن علي بن إسماعيل بن عبد هللا بن علي بن عبد الرحمان الم ح اق ر ي" وأن ه قام بذلك بأمر من عامل األوقاف الغس اني ة في الل واء التعزي القاضي محمد بن محمد بن مطهر الغشم الذي أخذ بدوره األمر من "ولي عهد الخالفة العظمى العالمة سيف اإلسالم وخالصة آل رسول هللا الكرام شمس الدين أحمد ابن أمير المؤمنين موالنا المتوك ل على هللا رب العالمين يحي بن موالنا أمير المؤمنين المنصور باهلل محمد بن يحي حميد الدين" باللفظة والحرف والمعاني" ( ) وقد ذكر الناسخ أن ه نقل الوثيقة نقال أمينا "اللفظة بالحرف بدون زيادة وال نقصان مع بذل الوسع في التحري على األلفاظ أم ا الوثيقة األقدم التي يقول أن ه نقل عنها والتي ال نعرف مصيرها فيسمي ها "المسو دة المحتوية على األوقاف الغساني ة التي هذه صورتها" ويشير أيضا إلى "مسو دة أخرى" ال نعلم عنها أيضا سوى ما جاء عرضا في قوله "المسو دة المحتوية على األوقاف الغساني ة التي هذه صورتها والمسودة االخره". يذكر الناسخ أيضا أن ه أنهى نسخ الجمعة الموافق/ 29 ديسمبر "الوقفية" ذي القعدة الحرام سنة في الشهر الموالي من نفس السنة وذلك في 9051 تسعة وخمسين وثالثمائة بعد األلف" / "ليلة ولكن بالعودة إلى التقويمين القمري والشمسي لهذا التاريخ نجد أن يوم الجمعة المذكور يوافق 23 من ذي القعدة/ 23 ديسمبر رغم صفة القداسة التي أخذتها األوقاف فإن ذلك لم يحل دون االعتداء عليها بالقوة أو بالحيلة اإلمام أحمد بن يحيى حميد الدين ) م( حكم ما بين ) ه/ م( هو ثاني وآخر أئمة المملكة المتوكلي ة اليمني ة. حكم بعد اغتيال أبيه فيما يعرف باالنقالب الدستوري الفاشل. عينه أبوه قبل ذلك أميرا على لواء تعز سنة 9051 ه/ 9101 م. يعرف بسيف اإلسالم وهو اللقب الذي كان يعطى لولي عهد اإلمام. أم ا والده فهو اإلمام المتوكل على هللا يحيى بن اإلمام المنصور باهلل محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى حميد الدين الذي أنشأ المملكة المتوكلية اليمنية حكم ما بين ) ه/ 9118 م أنظر ادجار أوباالنس اليمن الثورة والحرب حتى عام 9110 ترجمة عبد الخالق محمد الشين مكتبة مدبولي القاهرة مجموعة من المؤلفين السوفيات تاريخ اليمن المعاصر ترجمة محمد علي البحر مكتبة مدبولي القاهرة عبد العزيز قائد المسعودي معالم تاريخ اليمن المعاصر القوى: االجتماعية لحركة المعارضة اليمني ة مكتبة السنحاني صنعاء الوقفي ة الغساني ة ص نفس المصدر والصفحة.

18 كانت عملي ة نسخ كامل "الوقفي ة الغساني ة" بأمر من ولي عهد اإلمام سيف اإلسالم أحمد بن حميد الدين وتحت رعاية "عامل األوقاف الغس اني ة في الل واء التعزي القاضي محمد بن محمد بن مطهر الغشم". كان سيف اإلسالم في تلك الفترة يحكم تعز باسم أبيه منذ أن دخلها سنة 9051 ه/ 9108 م وذلك رغم وجود أميرها علي الوزير ونحن نعلم أن ه سوف يتخذها عاصمة له منذ ورث والده سنة 9061 ه/ 9118 م ونعلم أيضا أن كل الوثائق المتعل قة بتصريف شؤون دولته تمر حتما بين يديه بما في ذلك أبسط القرارات وهو ما يعطي لعملي ة النسخ التي تم ت في عهده مصداقية ويجعل من الوثائق المنسوخة وثائق رسمي ة. 44 ( ) أم ا ما نحتاج إلى معرفته أكثر فهو األسباب التي دفعت به إلى األمر بإعادة نسخ "الوقفي ة الغساني ة". على أن نا نرج ح أن ه احتاج إلى مراجعة وثائق األوقاف حتى يتمك ن من وضع اليد على بعضها بطريقة أو بأخرى مثلما هو شأن من سبقه من الحكام في فترات مختلفة. لم تكن العملي ة التي قام بها ولي عهد اإلمام سيف اإلسالم األولى من نوعها فقد سبقه غيره من حكام تعز في هذا المجال. هذا ما تشهد به وثيقة واردة بالصفحة السابعة والستين من "الوقفية الغساني ة" وهي عبارة عن ما يمكن أن نسميه بتعبيرنا الحالي "تقريرا" أو "محضر جلسة" تعود كتابته إلى سنة 115 ه يتحد ث عن أمر مؤرخ بأواخر شهر ربيع األول سنة نوفمبر ه/ م وهو صادر عن الوالي العثماني محمود باشا يأمر فيه "بالتفتيش عن وقف تعز وضبطه ومعرفة متحص له وضبط بصائر أوقافه وضبط مستحقيه وما أحده حاكم الشريعة حينئذ". كما يتحد ث التقرير بعد ذلك عن عمل "دفتر شريف" يضم بصائر األوقاف المذكورة وينتهي بشهادة مجموعة الشهود و"عالمة وطابع لمصطفى باشا". يبدو أن هذا "التقرير" كان من أجل ضمان مصداقي ة الذي جاء بعد خمسة سنوات من أمر التفتيش عن األوقاف في تعز "الدفتر الشريف" الذي نقل عن بصائر قديمة "ثبت وقفيتها باالستفاضة والشيوع وتواتر األيدي على مر الدهر والزمان وعلى تواتر الحكام الماضين حاكم بعد حاكم" ويبدو أيضا أن ه كان أول دفتر من نوعه حاول من خالله الوالي العثماني جمع شتات بصائر أوقاف "المتوظفين وأرباب الجهات" ألغراض تتعلق بالضرائب وباإلعفاءات. "ظهر" كما يبدو أيضا من موضع "التقرير" المذكور داخل النسخة التي نقل عنها الم ح اق ر ي أي في بصيرة المدرسة الجوهري ة بتعز الواقعة ما بين الصفحة السابعة والخمسين والصفحة السادسة والستين يبدو من هذا الموضع أن النسخة التي توفرت للمحاقري ليست النسخة - محمد محمد المجاهد مدينة تعز غصن نضير في دوحة التاريخ العربي المعمل الفني للطباعة تعز 9111 ص جاء لدى المجاهد: "وقد تصد ر اإلمام شخصيا لتحمل كافة المسؤولي ة عن كل األعمال التي لها عالقة بممتلكات بيت المال وحجب الصالحيات عن موظفيه باستثناء التنفيذ بما يوج هه هو مهما صغر شأن األمر وهان". 44

19 العثمانية حيث من المفروض أن يكون مثل هذا التقرير في أول "الدفتر الشريف" أو في آخره وليس في ظهر بصيرة من بصائره وهذا ما حصل مع النسخة الحالية التي ورد األمر بنسخها في آخر الدفتر أي آخر"الوقفي ة الغساني ة". 45 إن ما تقد م يدل على أن الصورة النهائية التي عليها "الوقفية الغساني ة" حصيلة عمليات نسخ متكر رة لبصائرها بصفة جزئي ة أو كاملة إمكاني ة سقوط "صبغة الوثيقة التاريخي ة" عن "نسخة الم ح اق ر ي" الحالي ة ليست سوى وهذا ما دفعنا للتساؤل عن أو عن النسخ السابقة لها و دفعنا هذا الشك إلى البحث عن ظروف تجد د البصائر من فترة إلى أخرى والبحث عن الضمانات الكفيلة برفعها إلى درجة الوثيقة التاريخي ة. لقد رأينا أن عمليات تجديد "الوقفي ة الغساني ة" بصفتها دفتر كان يتم تحت إشراف الدوائر الرسمي ة وهو ما يعطيها المصداقي ة الكافية لجعلها وثيقة قانوني ة وبالتالي جديرة بثقة المؤرخ ولكن نا نعلم من خالل قراءة البصائر كما وردت في النسخة الحالي ة أن بعضها على األقل قد تعر ض ألكثر من عملي ة تجديد في أكثر من عهد فلماذا هذا التجديد وهل يفقدها هذا العمل صبغتها الوثائقي ة نجيب منذ البداية بأن عملي ة تجديد البصيرة كانت محكومة بعد ة أسباب وأن ها كانت تستدعي شهادة القضاة والرجال الثقاة كما كانت تستدعي التثب ت في األصل والنسخة من جهة والتثب ت أيضا في صح ة العقارات الموقوفة "وحدودها وحقوقها" وهذا ما يبرز في األمثلة التالية: المثال األول نأخذه من بصيرة "المدرسة الظاهرية" التي بناها السلطان الظاهر يحي بمدينة 46 تعز. ( ) لقد جاء في مقد مة هذه البصيرة الواردة في "الوقفية الغساني ة" ما يثبت حصول عمليات النسخ بصفة متكر رة حيث نقرأ في أول الوثيقة المذكورة وبعد البسملة ما يلي: "هذه نظير لبصيرة المدرسة الظاهرية على ما اختاره الواقف حال صحته في وقفيته نقلت من بصيرة نقلت من السجل المحفوض )كذا( على ما حر ر فيه بال زيادة وال نقصان وعليها عالمة القاضي مراد 47 من علي الحاكم بمدينة تعز المحروسة باهلل وكذلك طابعه". ( ) تاريخ "استخراج" النظائر فإن اسم القاضي "مراد بن علي" ولئن خلت هذه الوثيقة من ذكر يحيل على الفترة العثماني ة األولى وهي الفترة التي ظهرت فيها مثل هذه األسماء في اليمن حسب معرفتنا لكتب التراجم ولألسماء التي ترد في بصائر "الوقفي ة الغساني ة". على أن هذه المقد مة الخاصة ببصيرة "المدرسة - الوقفي ة الغساني ة ص الوقفي ة الغساني ة ص حول هذه المدرسة انظر األكوع المدارس ص أم ا مؤسس المدرسة فهو الظ اهر يحيى هزبر الدنيا والدين بن األشرف إسماعيل حكم ما بين سنتي ه/ م الوقفي ة الغساني ة ص

20 الظاهرية" والتي تشهد على تدخ ل السلطة القضائي ة من أجل ضمان مصداقي ة النسخة ال تعفينا من التساؤل عن مصداقي ة النسخ السابقة كما أن ها ال تعفينا من التساؤل عن مصداقي ة نسخة الم ح اق ر ي ذاتها. المثال الثاني الذي يدل على تجد د البصائر نجده في ما يمكن أن نسميه محاضر جلسات قضائي ة مشفوعة بشهادة الشهود وملحقة بإحدى البصائر الرسولي ة الخاصة بوقف الذري ة والتي تعود إلى هذه األسرة الحاكمة التي أوقفت مجموعة من العقارات على أمراء وأميرات من بني الحسن بن علي بن رسول ثم من بعدهم على من افتقر بني الحسن وكان ذلك سنة 131 ه/ 9093 م أي في بداية القرن التاسع. على أن طارئا طرأ على من كان يستفيد من الوقف في أواخر القرن نفسه وبالذات سنة 111 ه/ 9011 م جعله يتوج ه إلى "حاكم الشرع الشريف" أي القاضي في مدينة جبلة الواقعة شمال العاصمة تعز ويحصل على مصادقة على سالمة نسخة نسخت من البصيرة األم وعلى تنفيذ مطالبه في تنفيذ مقتضياتها وذلك بعد جلسات قضائي ة عقدت في جبلة حيث يقيم المستفيدون من الوقف وفي تعز حيث تقع العقارات الموقوفة. وقد جاء في البصيرة ما يلي: ''وهذه البصيرة نقلت من األم األصلي ة الذي تاريخها التاريخ المذكور وقوبلت عليها حرفا بحرف ال زيادة فيها وال تحريف وال تبديل وكان ذلك بتاريخ الثاني والعشرين شهر رجب األصب سنة سبع وتسعين وسبعمائة بمجلس الشرع الشريف النبوي على شارعه أفضل الصالة والسالم في مدينة جبلة المحروسة بحضور الحاكم فيها بالشرع الشريف ولزومه ومشاهدته لألم األصلي ة. الحاكم وكتب المفتقر إلى عفو هللا تعالى أحمد بن عبد الرزاق الوايلي 48 في المدينة المذكورة خط ه شاهدا بذلك من المقابلة والتحقيق..." ( ) على أن هذا الحكم المذكور بصح ة النسخة وبالتالي بأحقية مالكها في التمتع بما شرطته ليس سوى تزكي ة لحكم صادر في تعز يقضي فيما يقضي بذلك. وهو حكم نطق به القاضي عفيف الدين عبد هللا بن محمد الناشري "حاكم الشرع الشريف في مدينة تعز وأعمالها" والذي أك د "أن ه ثبت عنده وصح لديه بطريقة الثبوت الصحيح الشرعي على القاعدة الشرعية صح ة وقف هذه األراضي المسط ر ذكرها أعالها وجميع حقوقها وحدودها المذكورة فيها وما يعرف منها وإليها كما سط ر فيها ممن ذكر على ما ذكر فيها من السبل المذكورة وحكم بصح ة وقف ما ذكر كما ذكر وسوق غلولها ومنافعها إلى الموقوف عليهم المذكورين ونقلت هذه البصيرة من األم األصلي ة 48 - الوقفي ة الغساني ة ص

21 وقوبلت عليها وصح حت وحققت حرفا بحرف من غير زيادة وال نقصان بعد االجتهاد واالحتراز 49 والشهود على الحكم بذلك وثبوته..." ( ) لم يكن التلف هو سبب استخراج النسخة حسب ما توحي به الوثيقة الخاصة بهذا الوقف ذلك أن كثرة الجلسات وكثرة الشهود ووزنهم االجتماعي وكذلك اللجوء إلى قاضي تعز ليقوم بالبحث ويشهد الشهود على صح ة الوقف وعلى مطابقة األراضي بالبصيرة مع جاء في شهادة شهوده كل هذه الحيثيات تخفي وجود إشكالية تتعل ق بالعقارات الموقوفة وقد تكون السلطنة ذاتها وراء هذه اإلشكالي ة إذا علمنا أن نظارة هذا الوقف كانت بيد السلطان القائم حسب البصيرة. المثال الثالث من جملة األمثلة الدالة على تجد د البصائر يظهر في بصيرة "مدرسة سالمة" 50 وهي من مدارس األميرات الرسوليات في مدينة تعز. ( ) هذه المدرسة هي من إنشاء األميرة جهة الطواشي جمال الدين مرشد المجاهدي سالمة ابنة السلطان المجاهد علي وذلك في أول دولة أخيها األفضل بن المجاهد علي. "الوقفي ة الغساني ة" أن ها 51 "نظير لصورة البصيرة" وقد جاء في أول وثيقة الوقف الخاصة بها والواردة في على صدق البصيرة األولى يشهدون على مطابقة هذه النسخة لألصل. أن كتابة حج ة الوقف تمت سنة 161 ه/ األصلي ة وأن أربعا من الشهود الذين شهدوا كما جاء في آخر النسخة 9066 م ثم يتابع الناسخ قائال: "ونسخ هذا النظير المبارك بتاريخ شهر شوال سنة سبع وسبعين وسبعمائة" ( 111 ه/ 9016 م(. أم ا سبب النسخ فال تشير إليه الوثيقة ولكن التخو ف من تغيير الوضع السياسي يمكن أن يكون عامال دفع هذه األميرة إلى تجديد الوثيقة حيث وقع ذلك قبيل وفاة أخيها السلطان األفضل الذي حكم ما بين سنتي 118 ه م. ( ) 9060 / كما أن عامل التلف يمكن أن يكون سببا للتجديد فقد أورد ناسخ البصيرة في نسختها الحالية ما يلي: "وقد ذهبت عالمات القضاة اآلخرين لبالئها وطول مد تها وهذه منقولة منها اللفظة باللفظة من غير زيادة وال 53 نقصان.." ( ) فكما ذهبت عالمات القضاة الذين جد دوها يمكن أن تذهب عالمات القضاة الذين وضعوها أول مر ة وهذا يعني أن التلف الذي بدأ يحل بالنسخة األصلي ة هو السبب الذي دفع إلى استخراج نسخة جديدة. - نفس المصدر والصفحة هي ابنة السلطان المجاهد علي بن داود الذي حكم مابين سنتي ه/ م وأخت السلطان األفضل عب اس بن علي الذي حكم مابين سنتي ه/ م وقد توفيت سنة 831 ه/ 9139 م. حول هذه المدرسة انظر األكوع المدارس ص من النادر أن نجد أسماء األميرات الرسوليات إذ تتحاشى المصادر ذلك وتطلق على الواحدة منهن لقب "الدار السعيدة جهة" أو لقب "جهة" متبوعا باسم الطواشي المربي لها أو اسم األب أو الزوج وذلك تحاشيا لذكر اسم المرأة المعني ة انظر ترجمته في: األفضل عب اس الرسولي نزهة الظ رفاء و تحفة الخلفاء تحقيق نبيلة عبد المؤمن داود بيروت 9185 مقد مة الت حقيق ص الخزرجي العقود ج 2 ص الوقفي ة الغساني ة ص

22 لقد كان التلف المتربص بهذه الوثائق الثمينة يعتبر من أبرز عوامل اللجوء إلى تجديدها وهذا ما تقوله صراحة مقد مة بصيرة الملك المجاهد علي بن داود للفقيه جمال الدين محمد العمراني. "الوقفي ة على بني العمراني" وهي من حسنات السلطان ففي أول هذه البصيرة يمكن أن نقرأ: "بسم هللا الرحمان الرحيم هذه صورة بصيرة شرعية عليها عالمة القاضي بدر الدين محمد بن علي الفقيه نقلتها حرفا بحرف بغير زيادة وال نقصان. 54 ولفظها: اطلعت على بصيرة شرعية عليها عالمة القاضي عز الدين بن صالح الحضراني رحمه هللا وطابعه الذي يعرفهما وقد أشرفت على التلف وسألني من هي في يده نقلها فنقلتها حرفا بحرف بغير زيادة وال نقصان". هذه المالحظة الواردة في"الوقفي ة على بني العمراني" أعاله تعني أن بصائر الدفتر المسمى "الوقفي ة الغساني ة" وتلك الواردة في البصائر المذكورة ليست سوى نسخة من نسخ سابقة يصعب تحديد عددها. كما تعني أن هذه النسخ مطابقة لألصل بضمان السلطة القضائي ة التي كانت تحرص على مصداقي ة الوثائق وهذا ما يجعلنا نطمئن نسبيا إلى قيمتها التاريخي ة. هذه االستنتاجات يمكن تدعيمها بما وجدناه في وثائق أخرى حيث أمكن لنا الحصول على وثيقة تعرف بالمطوية العثماني ة حيث أنها تعود إلى أيام الوالي العثماني حسن باشا الوزير ) ه/ م( وهي مختومة ومؤرخة بالثامن من شهر ذي القعدة من سنة 9330 ه )96 جويلية 9515 م( وتحمل شهادة سبعة وعشرين شخصا يقر ون "بنقل هذه البصيرة وإحيائها بالتجديد" "من البصيرة المحفوظة حرفا حرفا من غير نقص حرف منها وال تبديل ألف" حيث نقرأ في ديباجتها ما يلي: وجهها '' أم ا بعد فإن البصيرة السلطاني ة األشرفي ة والحجة القاطعة الوفي ة تقط عت وتمز قت وتكاثف في الترقيع وتهر مت لطول الليالي واأليام وتكرر عليها الشهور واألعوام واعتراها االضمحالل فضعفت وذهب شبابها فكبرت لكونها كانت في خزانة الموقف من حياته واستمر ت كذلك إلى بعد مماته وصارت تلف على األيدي قطعا صغيرة ويلف ق بعضها إلى بعض بالخيوط من سنين بضعا فلم ا وقف عليها الجناب العالي المحترمي اللوذعي الهمام ومفخر األغواث الفخام الكرام حسنة الليالي واأليام الكوكب المتاللي الصمصام بهاء الدين آغا بن قاسم ناظر النظار باليمن األيمن المعي ن لذلك من حضرة موالنا المقام العالي الفخيم الفاتح ما استغلق على غيره من اليمن ذي الخير العميم موالنا الوزير المعظم المشير المفخم حسن باشا خل د هللا سعادته أي د سيادته 54 - نفس المصدر ص 910.

23 آمين أمر بتجديد هذه البصيرة األشرفي ة الجامعة لما ذكره الواقف رحمه هللا من شروط الوقفي ة فنقلت كما ترى من البصيرة المحفوظة حرفا حرفا من غير نقص حرف منها وال تبديل ألف..." على أن نا ولئن سلمنا بمصداقي ة الوثائق المستنسخة نظرا للعوامل المذكورة فإن نا ال نسل م بعدم وجود أخطاء أو نقائص ال يمكن أن نتجن بها في غير النسخ األصلي ة وقد سبق لنا أن أشرنا إلى بعض األخطاء والتي من ضمنها تصحيف تاريخ "بصيرة شراء أراضي مسجد الدرجة" وهو من مآثر األميرة مريم زوجة السلطان المظفر يوسف وقد توفيت سنة 190 ه/ 9090 م في حين أن الناسخ أورد تاريخا غير ممكن عمليا ألن ه سابق لوالدة األميرة بل هو سابق لقيام الدولة الرسولي ة ذاتها وهو تاريخ )631 ه/ 9290 م(. إن مثل هذه األخطاء ليست نادرة على ما يبدو من قراءة نسخة الم ح اق ر ي وهو ما يمكن أن يتجلى لنا بوضوح من خالل مقارنة قمنا بها بين وثيقة أصلي ة ونسخة لها في الوقفية الغساني ة بصورتها الحالية. مصداقية نسخة الم ح اق ر ي من خالل مقارنة بين وثيقة أصلي ة ونظير لها في الوقفية الغساني ة لقد أمكن لنا الحصول على نسخة مصورة من إحدى الوثائق األصلي ة يعود نقلها بالتصوير الضوئي إلى الثامن من شهر ذي القعدة سنة 9199 هجري وعليها ختم حديث غير واضح المعالم إلى جانب ثالثة أختام قديمة غير واضحة أيضا. تتمث ل هذه البصيرة في حج ة وقف أمالك من قبل ناظر تكي ة "الشيخ حسين بابا" وهي تعود إلى سنة 9330 ه / 9511 م. وقد قمنا بمقارنة بين هذه النسخة وبين البصيرة المتعل قة بنفس األمالك ونفس التكي ة والتي وردت في نسخة الم ح اق ر ي وذلك لمعرفة مدى التطابق بينهما فوجدنا النقائص والتغيرات التالية. عالمتان وطابعان النسخة األصلي ة فإن الشيخ الفاضل نخبة األفاضل بدر الدين حسن بابا الناظر على تكي ة سي دنا الشيخ الولي العارف باهلل حسين بابا لما اشترى... بمحارث االخيوش بعوض مبلغه عبد الرحمن الجرفي الظراسي نسخة الم ح اق ر ي بسم هللا الرحمان الرحيم هذه صورة بصيرة عليها عالمة القاضي العالمة إسماعيل بن عبد الصمد الموزعي المولى بتعز وطابعه وعالمة القاضي العالمة الفندي مصطفى بن الحاج بيرام المولى قضا تعز المحروسة وطابعه وهذا لفظها. فإن الشيخ العارف باهلل حسين بابا لما اشترى... ص 995 س 6-5 بمحارث الخيوش مبلغه ص 996 س 96 من الوثيقة عبد الرحمن الحرفي ص 996 س 91 الطراسي ص 996 س 23

24 االخيوش من أعمال بوادي تعز الرمادة االخيوش بعوض مبلغه ثالثون كبيرا فض ة األعلى االخيوش االخيوش ومن ذلك ما استباحه االخيوش الدبيس بثمن مبلغه خمسون كبيرا فض ة ومن ذلك ما اشتراه من صالح بن محمد الحميري وذلك جميع حول الصراعف بمحارث الخيوش بثمن مبلغه حرف واحد ذهبا الظراسي االخيوش الخدجة يكون جملة الثمن وحرر بتاريخ الفقيه عبد هللا بن عبد الرحمن الموزعي كاتب األحرف المباركة الطابع والعالمة الخيوش ص 996 س 29 من أعمال وادي تعز ص 996 س 21 الرماد ص 996 س 25 الخيوش ص 996 س 26 بعوض مبلغه خمسون كبيرا فض ة ص 996 س 21 األعال ص 996 س 05 الخيوش ص 996 س 05 الخيوش ص 996 س 08 ومن ما استباحه ص 991 س 12 الخيوش ص 991 س 16 كتبها غير معجمة ص 991 س 11 بثمن مبلغه حرف واحد ذهبا ص 991 س 11 سقطت الجملة وأدغم المبلغ مع السابقة ص 991 س 11 الطراسي ص 991 س 55 الخيوش ص 991 س 55 الحدجة ص 991 س 62 يكون الثمن ص 991 س 60 وحرر بتاريخه 998 س 11 الفقيه عبد هللا بن عبد الرحمن الموزعي بتاريخه 998 س 11, وفي آخر هذه الحجة عالمة وطابع القاضي العالمة الفندي مصطفى بن خليل المولى بقضاء تعز وحسبنا هللا ونعم الوكيل. نالحظ من خالل المقارنة بين الوثيقتين وجود بعض االختالفات وهي ناتجة عن طريقة التنقيط وكذلك على عدم انتباه الناسخ الذي يبدو من خالل األخطاء اللغوي ة الكثيرة الواردة في "الوقفية الغساني ة" عامة أن ه محدود التكوين وال يمكن أن يرقى إلى مستوى العلماء. وقد نتج عن قل ة انتباهه تداخل في الجمل أدى إلى تصحيف في المعنى ومن ذلك ما جاء في السطر الخامس والسادس من الصفحة 995 حيث كتب فإن الشيخ العارف باهلل حسين بابا لما اشترى..." بدال من أن يكتب: " فإن الشيخ الفاضل نخبة األفاضل بدر الدين حسن بابا الناظر على تكي ة سي دنا الشيخ

25 الولي العارف باهلل حسين بابا لما اشترى..." وبذلك جعل من الولي الصالح نفسه طرفا في البصيرة في حين أن المعني باألمر هو ناظر التكي ة. كما قام بأخطاء أخرى من نفس النوع حين كتب في السطر التاسع والعشرين من الصفحة 996: "بعوض مبلغه خمسون كبيرا فض ة" بدال من أن يكتب: "بعوض مبلغه ثالثون كبيرا فض ة ". كما كتب في الصفحة الموالية في السطر التاسع واألربعين من الوثيقة: "بثمن مبلغه حرف واحد ذهبا" بدال من أن يكتب: ''بثمن مبلغه خمسون كبيرا فض ة''. أم ا التغييرات الكبيرة الموجودة بين الوثيقتين فهي إيجابية وغير ناتجة عن الخطأ بل تتمث ل في ذكر أسماء وعالمات القضاة بحكم عدم القدرة على نسخ الطوابع والعالمات بالكيفي ة األصلي ة وهذا كان دأبه حين نسخ بقي ة وثائق "الوقفي ة الغساني ة" التي يصعب أن نعلم مدى ما غي ر فيها نتيجة عدم قدرتنا على مقارنة نسخته بالنسختين اللتين اعتمدهما. باإلضافة إلى النقائص المتعل قة بالناسخ ذاته فإن نقائص أخرى تتعل ق بوضع البصائر التي نقل عنها فهي تشكو من عيبين بارزين أولهما تآكل أو ل البصيرة أو آخرها مما يحرمنا من عد ة معطيات أهمها التعرف على تطو ر أسلوب كتابة البصائر والذي يتضح عادة من الديباجة ومن الخاتمة كما يحرمنا من بعض المعلومات المتعلقة بصاحب الوقف وتاريخه وكذلك بأسماء الشهود والقضاة. أم ا العيب الثاني الذي تشكو منه "الوقفي ة الغساني ة" فهو تداخل البصائر حيث أن ها ال تخضع إلى ترتيب منطقي يراعي التطور الزمني أو الموضوع. ولئن كان باإلمكان إعادة ترتيب معظم البصائر زمنيا فإن ه يصعب علينا ذلك بالنسبة لبعضها نظرا لما لحق بها من نقص. على أن هذه العيوب وغيرها مما لم ننتبه إليه ال يمكن أن يكون حج ة للحط من شأن "الوقفي ة الغساني ة" كمصدر تاريخي وذلك لالعتبارات السابقة أوال وألن مصادرنا األخرى ال تخلو من تغييرات وتحويرات مقصودة أو بريئة ثانيا. نحن نعلم مثال أن الوثائق األثرية تتعر ض للتغيير والتشويه عبر الزمن ونعلم كذلك أ ن الروايات التاريخي ة مع ما تمثله من وجهات نظر وخلفيات تتعر ض بدورها للتغير قبل وأثناء وبعد تدوينها ومع ذلك ما زلنا نستعمل اآلثار والروايات كمصر من مصادر التاريخ بعد التسلح بالفكر النقدي وبأدوات معرفي ة ضروري ة وهذا ما يمكن أن يحصل مع وثائق يعود أصلها إلى العهد الوسيط وتعود صورتها إلى القرن العشرين. خاتمة

26 إن ما ذكرناه في هذا العرض الخاص ب"الوقفية الغساني ة" وما قام به عدد من الباحثين من استغالل للمادة األولي ة التي توف رها يدل على أهميتها كوثيقة تاريخي ة تمتد على أكثر من عصر وتفيد في أكثر من مجال فهي تسمح بدراسة نظام الوقف في العهد الرسولي وفي العهود الموالية كما تسمح بمعرفة جوانب من الحياة العلمي ة والتعليمي ة والديني ة وكذلك معرفة جوانب خفي ة من حياة األسرة الرسولي ة كمعرفة أمالكها وبعض عاداتها وأسماء بعض أفرادها. كل هذه اإلمكانات المعرفي ة التي تتيحها "الوقفية الغساني ة" تحف ز الهمم وتدعوا إلى تحقيقها رغم صعوبة هذا العمل الناجم عن صعوبة التعر ف على كثير من األعالم الواردة فيها وكذلك أسماء المواقع التي تتطل ب عمال ميدانيا شاقا ومعرفة كبيرة بجغرافية اليمن كما تتطل ب معرفة 55 كبيرة بتاريخ اليمن خالل الفترات التي تعود إليها الوثائق الواردة في الوقفية. ( ) ويعتبر مثل هذا العمل مجر د خطوة أولى من شأنها أن تظهر إلى النور وثائق أخرى من هذا الصنف توجد في المكتبات الخاصة وكذلك مبادرة من أجل التحفيز على دراسة األوقاف في اليمن عامة وفي العهد الرسولي خاصة وهو نقص يشعر به الباحثون في تاريخ اليمن وهو أيضا ما أوصى به الكثير من المختصين خالل الندوات الخاصة بتاريخ بني رسول أو بتاريخ مدينة 56 تعز. ( ) مالحق: لقد أوردنا هذه المالحق األربعة من أجل إعطاء فكرة واضحة عن ظروف كتابة النسخة المعتمدة وعن حقيقة وجود نسخ قديمة وكذلك عن ظروف تجديد الوقفيات بصفة فردية خاصة بكل وثيقة أو بصفة عامة تهم ما يسمى الوقفية الغساني ة. ملحق عدد 9: تأريخ نسخة الم ح اق ر ي كما ورد في الصفحة )ص 914 من الوقفية( بسم هللا الرحمن الرحيم وصلى هللا على سي دنا محمد وآله وسل م. وبعد فإن ه لم ا أمروا موالنا ومالكنا ولي نعمتنا وبغية آمالنا ولي عهد الخالفة العظمى العالمة سيف اإلسالم وخالصة آل رسول هللا الكرام شمس الدين أحمد ابن أمير المؤمنين موالنا المتوك ل على هللا رب العالمين يحي بن موالنا أمير المؤمنين المنصور باهلل محمد بن يحي حميد الدين حفظه هللا تعالى وأي د به الدين - أعلمنا الباحث الفرنسي الصديق إيريك فالي من كلية السربون بباريس ونحن بصدد إعداد هذا النص للطباعة بأن الصديق اليمني محمد عبد الرحيم جازم قد قام بتحقيق الوثائق الرسولي ة من الوقفي ة الغساني ة في إطار بحث للحصول على شهادة الماجستير من جامعة السوربون بإشراف األستاذة "فرنسواز ميشو" وذلك خالل شهر سبتمبر واألخ محمد جازم يعمل باحثا بالمعهد الفرنسي لآلثار والعلوم االجتماعية بصنعاء وقد سبق له تحقيق وثائق رسولي ة أهمها كتاب "نور المعارف" المذكور في هذا البحث وهو من الباحثين المتميزين الجديرين بالثقة. كما أمدنا نفس المصدر مشكورا بنسخة من هذه الرسالة هذا ما نادينا به ونادى به غيرنا من المشاركين في "المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية" والمنعقد في عدن في شهر أفريل 2331 م وكذلك "مؤتمر تعز على مر العصور" والمنعقد في جامعة تعز في شهر ماي 2331 م. 55

27 وأصلح به أحوال اإلسالم والمسلمين وأحياه على كتاب هللا وسن ة جد ه سي د المرسلين وبل غه ما يهواه في الدارين أمين اللهم أمين وذلك عامل األوقاف الغس اني ة في الل واء التعزي القاضي العزي محمد بن محمد بن مطهر الغشم واالسم بنقل المسودة المحتوية على األوقاف الغساني ة التي هذه صورتها والمسودة األخرى. فأمرني القاضي العزي بنقل ذلك فباشرت العمل ونقلت هذه الصورة على أصلها المنقول منه في سنة 91 شهر شوال سنة 5 / 9051 اللفظة باللفظة 9113 نوفمبر والحرف بالحرف بدون زيادة وال نقصان مع بذل الوسع في التحري على األلفاظ والمعاني بقدر معرفتي واطالعي وأول وقفية فيها وقفية الملك األشرف وآخرها وقفي ة الملك المجاهد على الفقيه محمد بن العمراني وجملة هذه الصورة مائة وثالثة وسبعين صافحة وقد جعلت في ذلك فهرسه بقدر ما أمكن بعد هذا وكان الفراغ من تحصيل ذلك ليلة الجمعة الموافق 29 8 ديسمبر تسع وخمسين وثالثمائة بعد األلف / ذي القعدة الحرام بقلم الفقير إلى هللا سبحانه الراجي عفوه وغفرانه محمد بن علي بن إسماعيل بن عبد هللا بن علي بن عبد الرحمان الم ح اق ر ي غفر هللا له ولوالديه وجميع المسلمين برحمته وصلى هللا على سي دنا محمد وعلى آله وسل م. ملحق عدد 2: األمر بجمع وثائق األحباس الرسولي ة التعزية في العهد العثماني )ص 61(. "ثم مكتوب ظهر البصيرة المنقولة هذه منها ما هذا لفظه: الحمد هلل فإن ه لم ا كان أواخر شهر ربيع األول سنة 113 ]ه[ نوفمبر 9562 م ] برز األمر من موالنا وسي دنا ناظر المملكة اليماني ة حينئذ موالنا محمود باشا بالتفتيش عن وقف تعز وضبطه ومعرفة متحص له وضبط بصائر أوقافه وضبط مستحقيه وما أحده حاكم الشريعة حينئذ فبرز األمر باسم القاضيين األجلين أحدهم موالنا الواضع خط ه والثاني القاضي فخر الدين القاضي نخيله وأضاف إليهما ناظر النظار الجناب العالي مصطفى حلبي فحق ق جميع ما هو متحص ل حينئذ من األوقاف وضبط من بأسماء المتوظفين وأرباب الجهات وعمل به دفتر شريف وحر رت البصائر وثبت وقفيتها باالستفاضة والشيوع وتواتر األيدي على مر الدهر والزمان وعلى تواتر الحكام الماضين حاكم بعد حاكم وكل من وقف عليها أمضاها وأجرى مستحقيها على )...( 57 لم يغي ر لهم حال ولم يكد ر لهم بال فلم ا وقفنا على ذلك أبقينا كل شئ على حكمه رجاء ثواب هللا تعالى ورحمته واستجالب الدعاء لحضرة موالنا السلطان األعظم والخاقان األكرم موالنا السلطان سليمان نصره هللا تعالى وأدام دولته بمحمد وآله. انتهى ذلك كما ذكر ثم قال وكتبه الفقير الحقير محمد النور بن محمد عراف المولى بمحروس صنعاء والمتصدي لذلك األمر من قبل ولي األمر خل د هللا ملكه في تاريخه المذكور ثم يعد بعد ذلك ترجمة وعالمة وطابع ولفظ ذلك أقول وأنا الفقير إلى هللا تعالى 57 - ما بين قوسين كلمة غير واضحة.